يُقال أن التسويق التقليدي مات وشبع موتًا، ونحن الآن نحيا عصرحملة التسويق الرقمي بامتياز. فعلاً؟
ربما. فمن ضمن تلك الشواهد، إصدار كتاب “التسويق 4.0 Marketing .. الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي” للأب الروحي للتسويق في العالم أجمع، وأقصد بالطبع فيليب كوتلر.
على أية حال، لن يتعرض هذا المقال لأي قضايا نزاعية بشأن جدوى التسويق التقليدي مقابل التسويق الرقمي، ولكنه يركز في الأساس على الكيفية التي من خلالها يمكنك إنشاء حملة تسويق رقمي ناجحة بامتياز.
ولنبدأ بالتعريف…
ما هي حملة التسويق الرقمي؟
يُشار إلى حملة التسويق الرقمي بخطة تضم مجموعة من الأنشطة المرتبة والمنتظمة، والتي تؤدي – نتيجة الالتزام بها – إلى تحقيق هدف موضوع.
قد يكون هذا الهدف مادي بتحقيق كم معين من إيرادات بيع المنتج أو الخدمة، أو معنوي برفع الوعي بالعلامة التجارية في مدى زمني معين.
تتوزع الجهود في تنفيذ حملة التسويق على العديد من القنوات المختلفة، وليس فقط الإنترنت.
ففي عصر الانتقال الحثيث من التسويق التقليدي إلى التسويق الرقمي – كما أشرنا في بداية المقال – يتطلب بعض الجهد الإضافي لتحقيق الهدف الموضوع للحملة.
لذلك تتضافر الجهود في توزيع حملة التسويق على القنوات المختلفة، التليفزيون، الشبكات الاجتماعية، اللوحات الإعلانية في الطرق، الرسائل البريدية،
وغيرها لتحقيق هدف واحد: دفع العميل المستهدف إلى اتخاذ الإجراء المطلوب Call-To-Action.
ترغب في وضع خطة تسويق رقمي احترافية لشركتك؟
حقّقنا أفضل نتائج باستخدام التسويق الرقمي لأكبر الشركات والهيئات السعودية، مثل وزارة الإسكان وشركة زين وغيرها الكثير.. تعرّف على خدمة التسويق الرقمي التي تقدمها كريتف بلند.. من هنا
ماهي إدراة حملة التسويق؟ أهمية إدارة حملة التسويق الرقمي الخاصة بشركتك
لا يتعلق الأمر – فقط – بوضع خطة لحملة تسويق رقمي، وإنما يتجاوزه إلى ما هو أبعد: جمع الخيوط معًا في يد واحدة.
تتكون كلمة (خطة) من ثلاثة حروف فقط، ولكنها تضم في طياتها العديد من الإجراءات، والأفكار، والأشخاص، والقنوات التسويقية، والتي يجب وضعها جميعًا في ورقة واحدة،
تكون بيد مدير حملة التسويق الرقمي، سواء أكان هو مدير الشركة، أم مدير التسويق.
لاحظ أنه – حتى لحظة كتابة هذه السطور – لم توجد بعد الخطة التي تم تنفيذها، وكان الواقع مطابقًا للمخطط.
يجب أن تحدث عثرات ومشكلات تتحدى مدير الحملة، وتستحث طاقة الإبداع لديه لحل تلك المشكلات، ومعالجة أي تحديات أخرى تطرأ عليه.
الهدف واضح: التعرف على احتياجات الجمهور المستهدف، وتقديم المنتج/الخدمة بالشكل الذي يلفت انتباهه أولاً، ويصنع نوعًا من الولاء للعلامة التجارية ثانيًا، ويسمح بتكرار الحملة/الحملات مستقبلاً ثالثًا.
لذلك يتطلب الأمر بعض الصفات الأساسية في مدير حملة التسويق الرقمي، منها:
- الخبرة السابقة: ما هو عمر هذه الخبرة؟ كم حملة تم إدارتها من قبل؟ كم حملة في نفس الصناعة؟ هذه أسئلة مبدئية، يمكنك إضافة المزيد عليها حسب رؤيتك.
- فهم عميق للأدوار المختلفة: لا يتوقف الأمر على اختيار فريق العمل، وتوزيع الأدوار على أفراد هذا الفريق، ولكن كذلك استيعاب مهام فريق التسويق والمبيعات، وحسن التواصل معهم قبل وخلال فترة الحملة، وما بعدها.
- المرونة: كما تم الإشارة سابقًا، لا توجد خطة تُنفذ بحذافيرها على الإطلاق. سيطرأ عقبات تتطلب تغييرات. دور المدير في هذه المرحلة أن يستوعب تلك العقبات، وأن يكون لديه من الخبرة ما يسمح بإجراء التغييرات المناسبة (كما سنذكر في حالة شركة المنتجات القطنية في هذا المقال).
كيف يمكنك إنشاء حملة تسويق رقمي ناجحة
تختلف المناهج من شخص لآخر في إنشاء وإدارة حملة تسويق رقمي. ولا يُعد إنصافًا أن ندّعي أن منهجية أفضل من أخرى قبل التجربة. فالنتائج وحدها هي التي تحدد أيها أفضل.
ومن واقع الخبرات التي تعرضنا لها في نطاق إنشاء وإدارة الحملات التسويقية، أسسنا منهجية مبسطة لإنشاء أي حملة تسويق رقمي ناجحة. ليس شرطًا أن تلتزم بكل البنود المعروضة في المنهجية التالية، ولكن اقترب منها قدر المستطاع.
أولاً: الفكرة | ثانيًا: التنظيم | ثالثًا: التنفيذ | رابعًا: القياس |
1. تحديد الأهداف | 1. أدواتك الرقمية | 1. الاستعداد للتدخل | 1. قوة الأرقام |
2. اعرف جمهورك | 2. متى تنجح | 2. فريق المتابعة | 2. عد إلى الماضي |
3. فكرة الحملة | 3. نداء الإجراء CTA | ||
4. التعهيد | |||
5. الجدول الزمني |
ترغب في وضع خطة تسويق رقمي احترافية لشركتك؟
حقّقنا أفضل نتائج باستخدام التسويق الرقمي لأكبر الشركات والهيئات السعودية، مثل وزارة الإسكان وشركة زين وغيرها الكثير.. تعرّف على خدمة التسويق الرقمي التي تقدمها كريتف بلند.. من هنا
المرحلة الأولى: فكرة حملة التسويق الرقمي
تبدأ الحملة بسؤال: ما الذي تريده من هذه الحملة؟ الغرض هو الذي يحركك.
تحديد الأهداف
لاحظ جملة “تحديد الأهداف” وليس “تحديد الهدف”. يخطئ البعض عندما يؤكد أن حملة التسويق يجب أن تكون أحادية الهدف.
لماذا يتم توحيد الهدف، إذا كان يمكن تحقيق أكثر من هدف واحد؟ بالطبع يكون هناك ترتيب للأولويات، ولكن – بالفعل – يمكن تحديد أكثر من هدف لنفس الحملة.
فقد يكون الهدف الرئيسي (إطلاق منتج جديد) بالإضافة إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية (وهو أمر هام كما سنتطرق له في أخطاء إنشاء وإدارة الحملات التسويقية).
وقد يتم عكس الترتيب، فيكون هدف الحملة زيادة الوعي بالعلامة التجارية من خلال إطلاق منتج جديد.
وقد يكون الهدف (الترويج لحدث Event معين) وفي نفس الوقت بناء قائمة بريدية من العملاء المحتملين. الخلاصة: من الجيد التركيز على هدف أحادي لحملتك، ولكن من الممتاز أن تحقق الحملة التسويقية هدفين أو أكثر.
تطبيق قاعدة SMART على الهدف
لضبط معيار التقدم في تحقيق الهدف، ينبغي أن يكون الهدف محددًا، وليس قيمة هلامية غير قابلة للتحديد والقياس. لذلك تحمل قاعدة SMART في طياتها 5 صفات للهدف ينبغي التركيز عليهم:
(S) Specific | محدد | حملة تسويق (NP) |
(M) Measurable | قابل للقياس | أن يقوم 1000 مستخدم بالتسجيل في القائمة البريدية |
(A) Attainable | يمكن تحقيقه | من خلال توزيع رابط التسجيل في حسابات فيسبوك وتويتر |
(R) Relevant | ذو صلة | للتوعية بمنتجنا الجديد (NP) |
(T) Time-Based | مرتبط بزمن | خلال فترة الجمعة البيضاء |
وعليه، إذا تم صياغة هدف الحملة فسيكون مطابقًا لقواعد الاستهداف كالتالي:
“حملة تسويق منتجنا الجديد (NP) من خلال توزيع روابط التسجيل في حسابات فيسبوك وتويتر للحصول على 1000 مشترك في القائمة البريدية خلال فترة الجمعة البيضاء من 15 – 30 نوفمبر لإعادة استهدافهم مستقبلاً”
اعرف جمهورك
ليس معنى كونها حملة جديدة، أنه بالضرورة أن يكون الجمهور جديدًا. ربما تقوم بالتسويق لجمهورك الحالي بالفعل لإضافة المزيد من القيمة.
لاحظ أن التسويق للجمهور الحالي أسهل بكثير من استهداف جمهور جديد لا يعرفك، أو لم يسبق له التعامل معك.
سؤال آخر: ما هو حجم واتساع الشريحة التي تنوي استهدافها؟ هل هي شريحة محدودة بمواصفات محددة؟ (مثلاً: الأمهات الحوامل للمرة الأولى) أم شريحة واسعة؟ (مثلاً: الأمهات بشكل عام).
هذه الأسئلة تسألها قبل الولوج في تحليل العوامل الديموغرافية. ثم بعدها يمكنك إجابة الأسئلة الجوهرية التالية:
- أين يتواجد جمهورك بكثافة على الإنترنت؟
- ما هو المحتوى المناسب لهم؟
- ما هي اللغة التي يفضلونها؟
- ما هي المشاكل التي يواجهونها ويعالجها منتجك؟
- ما هي أكبر الإحباطات وأكبر الطموحات بشأن منتجك؟
- ………….ضع أنت سؤالك الذي يقربك أكثر من جمهورك.
لاحظ أنه كلما زادت الأسئلة، كلما ضاقت دائرة البحث – وعدد العملاء المستهدفين بالتالي – وكلما بات الأمر أسهل أكثر في توصيل رسالتك.
فكرة الحملة
الخطوة التالية – بعد تحديد الهدف والجمهور المستهدف – هو التركيز على الرسالة: كيف ستوصل رسالتك إلى الجمهور؟ ما هي الفكرة التي ستطرح من خلالها هدفك؟
هذا هو وقت جلسة العصف الذهني لفريق العمل لديك. على الرغم من أنك مرتبط بجدول زمني محدد لتنفيذ هذه الحملة
إلا أنه من المفضل أن يأخذ فريق العمل وقته للوصول إلى الفكرة المناسبة لهذه الحملة بالتحديد. فبعض الأفكار كالثمار: تحتاج إلى وقت حتى تنضج ويحين أوان قطافها.
من الحيل التي تساعدك على العثور على الفكرة المناسبة:
- معاينة الحملات السابقة للشركة وخاصة الناجحة منها
- فعل المثل مع الحملات السابقة للمنافسين
- دراسة حملات تسويقية ناجحة من خارج المجال (مهمة للغاية، لدراسة ردود أفعال الجمهور مع أفكار بعينها حتى ولو كان المنتج مختلفًا)
- عمل استقصاء Survey لشريحة محددة من الجمهور المستهدف ومحاولة استشفاف كيف يفكرون وما هي احتياجاتهم بشأن ما تقدمه من منتجات
ملاحظة هامة بشأن المرحلة الأولى: يجب أن تحدد نطاق زمني لبدء وانتهاء مرحلة الفكرة. مرحلة التفكير من الممكن أن تتمدد بشكل يصعب السيطرة عليها
ولذلك يجب أن تضع بعض القيود على مرحلة الفكرة، حتى يمكنك الانتقال إلى المرحلة التالية.
قيود مثل: (الموعد النهائي للخروج بفكرة هو XX – عدد الأفكار المطروحة للمناقشة لا يجب أن يزيد عن – عدد المشاركين في جلسة العصف الذهني لا يجب أن يزيد عن XX – وهكذا).
المرحلة الثانية: التنظيم
وهي مرحلة العمل اليدوي. في هذه المرحلة يجب على مدير الحملة مراعاة حسن توزيع المهام لكل فرد في الفريق، بالشكل الذي يوفر الوقت ويحقق المطلوب. بمعنى أن يتحرك فريق العمل بالتوازي للوصول في النهاية إلى محطة واحدة.
أدواتك الرقمية
تنوع أدواتك الرقمية في التسويق، سيُعرفك بدقة مدى قوة التسويق الرقمي، والفارق الذي تحدثه حملة تسويق رقمي على الإنترنت، مقارنة بحملة تسويق عادية.
فعلى حسب عدد القنوات التسويقية التي تملكها بالفعل، وميزانيتك التسويقية، لا يوجد أمامك حدود على الإطلاق.
الجدول التالي يوضح كم الفرص التي من الممكن أن تستغلها لتسويق حملتك. بالطبع، ليس بالضرورة أن تستخدم كل الوسائل هنا، ولكن فقط الأماكن التي يتواجد فيها جمهورك المستهدف.
ما تملكه | ما تدفع له مقابل | ما تشاركه مع الآخرين | مكتسب |
موقع الشركة على الإنترنت | إعلانات PPC سواء على الشبكات الاجتماعية أو محرك بحث جوجل | الإحالات Referrals (سواء مدفوعة أو مجانية) td> | المقابلات الإعلامية مع المؤثرين والناشرين المشهورين |
مدونة موقع الشركة | إعلانات التليفزيون | المنتديات | العلاقات العامة |
القائمة البريدية | إعلانات الطرق | التسويق بالكلمة WoM | |
الحسابات الاجتماعية | الإعلانات المطبوعة | المراجعات Reviews | |
الإصدارات الخاصة (مثل: Whitepapers) | التسويق من خلال المؤثرين Influencers | ||
برامج الرعاية Sponsorship |
الجدول السابق ليس له حدود، والطرق الواردة فيه من الممكن أن تتغير وتتبدل باستمرار. فمن الوارد غدًا أن يتم إلغاء إعلانات التليفزيون، ويمكن إضافة إعلانات عبر أحد التطبيقات الشهيرة، مثل Whatsapp على سبيل المثال.
القصد: الأمر به قدر كبير من المرونة في الحذف والإضافة.
متى تنجح؟
المقصود بالسؤال هنا: ما هي اللحظة التي من الممكن أن تقول حينها: نجحت الحملة.
ما هي ضرورة هذا السؤال! أن تدرك بالطبع متى تأتي مرحلة التوقف. ليس الغرض من الحملة – حتى لو نجحت – أن تستمر إلى الأبد.
وحتى لو سُمِحَ لها بالاستمرار بسبب هذا النجاح، يجب أن يكون هناك لحظة توقف، يتم فيها دراسة أسباب هذا النجاح، ومضاعفته إن لزم الأمر، أو تكراره مستقبلاً في حملات تسويق أخرى.
اصنع نداء الإجراء Call-To-Action الجذاب
نداء الإجراء هو فعل معين تطلبه من جمهورك المستهدف أن يفعله. ولكن بالطبع لا تتوقع أن يكون هناك إقبالًا كبيرًا على الاستجابة لنداء الإجراء ما لم يكن هناك حافز مناسب لهذه الاستجابة.
أي يجب أن تجعلها صفقة رابحة لكلا الطرفين: أنت تأخذ بيانات الاتصال به (إيميل أو رقم جوال) وهو يأخذ هدية مرضية فورية لأجل أن يترك بياناته Win-Win Deal.
تختلف الهدية من مجال لآخر، ومن حملة لأخرى. قد تكون عبارة عن كتاب إلكتروني مجاني يتم منحه على الفور بعد التسجيل مباشرة. قد تكون كتابًا مطبوعًا يتم منحه مجانًا وتوصيله حتى باب العميل. قد يكون خصمًا فوريًا على شراء أحد المنتجات.
أيًا كانت ماهية الحافز، يجب أن يكون مغريًا للعميل المستهدف، ليشجعه على الاشتراك ومنحك بياناته طواعية.
التعهيد Outsourcing لا تقم بالأمر كله وحدك
مرة أخرى، ينبغي أن تدرك أن دورك هو الإدارة. أنت مدير حملة تسويق رقمي، وليس المنفذ الفعلي لها. لا يقتصر هذا المعنى على شخصك فقط كمدير، وإنما يمتد لفريق العمل بالكامل.
فإذا كانت فكرة الحملة تتطلب تنفيذ فيديو موشن جرافيك Motion Graphic ولا يضم فريق العمل لديك أحدًا بهذه المهارة، وإذا كنت في حاجة إلى كاتب إعلانات Copywriter يضع السكربت الخاص بهذا الفيديو أو المنشورات الدعائية الأخرى،
أو إذا كنت تحتاج إلى من يدير الحملة الإعلانية المدفوعة على حسابات إنستغرام، لا تتردد في الاستعانة بمصادر خارجية لإتمام الحملة.
تذكر أن الحملة مرتبطة بميزانية وجدول زمني، وأنك بالفعل – أنت وفريقك – لن تستطيع عمل كل شيء. فمن الحكمة حينذاك الاستعانة بخبراء خارجيين.
ضع جدولًا زمنيًا واقعيًا Timeline
يبدأ الجدول الزمني بأهم موعدين: تاريخ بدء الحملة وتاريخ انتهاؤها. وبناءً على هذين الموعدين، سيتم تحديد فترة التحضير لما قبل الحملة، وفترة القياس لما بعدها، ومن ثم سيصبح لديك جدولاً زمنيًا متكاملاً.
تتطلب عملية تحديد الجدول الزمني مرونة كافية لإعطاء كل مرحلة مساحتها من الوقت، فلا يتم المبالغة – مثلاً – في إطالة وقت التحضير حتى لا يُصاب فريق العمل بالتراخي
ولا يتم ضغط وقت التصميم حتى لا يُصاب العمل بالقصور بسبب ضيق الوقت.
يمكنك كذلك الاستعانة بأحد برامج إدارة المشاريع، مثل Airtable، SmartSheet، أو monday.
المرحلة الثالثة: التنفيذ (إطلاق الحملة)
هي بمثابة تقديم الطبق الرئيسي بعد جهد ضخم في المطبخ الخلفي. قد يبدو من السهولة بمكان إشعال فتيل المدفع، ولكن الحقيقة هي أن المشاعر التي تصاحب مثل هذه اللحظة من الترقب والقلق لا تُضاهى.
هدف الحملة واحد في جميع الأحوال. وهو: لفت انتباه الجمهور إليك. هذه هي المرحلة التي يلعب فيها الجمهور دور البطولة بلا منازع، وتتحول أنت وفريق عملك وإدارة الشركة إلى مقاعد المتفرجين.
الاستعداد للتدخل
التدخلات في هذه المرحلة ضعيفة للغاية ونادرة، ومبنية في الأساس على ردود فعل الجمهور مع الحملة، والتي غالبًا لن تستطيع فعل أي شيء حيالها سواء بالإيجاب أو السلب، إلا في نطاق محدود للغاية.
في إحدى الدول العربية، وفي حملة للملابس القطنية، قدمت إحدى الشركات إعلانًا مثيرًا للجدل، يتنافى مع المبادئ الأخلاقية الأساسية للمجتمع، يمتلئ بإيحاءات لا تليق، وخاصة أنه إعلان يتحدث عن الملابس الداخلية للرجال. (بدء الحملة)
على إثر الإعلانات ثارت عدة جهات ودعاوى قضائية مطالبة بوقف عرض الإعلان في التليفزيون الرسمي، واتهام الشركة بخدش الحياء العام، لأنه يتنافى وأخلاقيات المجتمع. (رد فعل الجمهور المستهدف)
وعلى أثر ردة الفعل قامت الشركة بإصدار بيان رسمي بالاعتذار للجمهور، ووقف الإعلان. (رد فعل استثنائي أثناء الحملة)
بل وقامت بتعديل الإعلان، وإصدار إعلانًا جديدًا. (التدخل الاستثنائي)
فريق المتابعة
وحتى في الإعدادات يتم تجهيز بعض السيناريوهات المحتملة، وإعداد الردود المناسبة لها، حال التعامل مع العملاء.
فإذا كان هدفك من الحملة أن يقوم العميل بتسجيل بياناته، فمن المفترض أن يكون فريق العمل جاهزًا بالهدية التي سيحصل عليها.
وإذا كان غرض الحملة تقديم عينة اختبارية من المنتج/البرنامج Demo فمن المفضل أن يكون فريق الدعم نشطًا 24/7 حتى يستقبل استفسارات العملاء، وربما طلبات الشراء.
كذلك – كما ذكرنا في مثال شركة الملابس القطنية – يجب أن يكون فريق العمل مستعدًا لمواجهة أي مخاطر محتملة، تهدد الحملة بالفشل
وذلك من خلال التصرف بسرعة ومرونة، بما يحافظ على شكل العلامة التجارية، حتى ولو فشلت الحملة أو لم تحقق المرجو منها.
المرحلة الرابعة: كيفية قياس نتائج حملة التسويق الرقمي
ببساطة، القياس هو: مطابقة المخطط بالمنفذ أو المتوقع.
تعتبر النتائج هي نصف الحملة. بل هي الجزء الأهم فيه على الإطلاق، بدون مبالغة.
فجميع الإعدادات التي تمت قبل إطلاق الحملة، وجميع الخطوات التي قام بها فريق العمل، وجميع النفقات التي تم إنفاقها، كل هذا تم في المكتب الخلفي، بدون التعرض الحقيقي للجمهور.
أنت كمان كان يتدرب على عرض مسرحي عشرات المرات قبل يوم العرض الرسمي أمام الجمهور الحقيقي.
أما الحملة فهي أرض الواقع. وردود الأفعال الواردة إليك بعد إطلاق الحملة، هي النتائج الفعلية الحقيقية التي يجب عليك التعامل معها، أيًا كانت طبيعتها (إيجابية أو سلبية).
كذلك أهمية نتائج الحملة تضيف إلى خبراتك رصيد أكبر من المران، يؤهلك للتعامل مع الحملات القادمة باحترافية، وتوقعات ترتفع نسبة صحتها كثيرًا عما قبلها.
قوة الأرقام
تخبرك الأرقام بالكثير من الحقائق التي لن يخبرك بها جمهورك المستهدف نفسه.
فبعض الآراء قد تكون غير واقعية أو متطرفة بعض الشيء حينما ينطق بها بعضًا من الجمهور، ولكن حينما تتعامل مع الأرقام – التي تقيس ردود أفعال الجمهور بشكل محض – ستجد أن الأمور أوضح بكثير.
في مرحلة الأرقام لديك الكثير من الإحصائيات التي يمكنك العمل معها، مثل عدد الزيارات للموقع، عدد مشاهدات الفيديو، عدد إعجابات Like المنشور، عدد المشاركات، التعليقات، الرسائل المرسلة، المشتركين، الخ.
كل رقم من الأرقام السابقة يحمل في طياته الكثير من الاستنتاجات التي تساعد مدير الحملة على الانتقال إلى المرحلة التالية، سواء في تلك الحملة أو في الحملات المقبلة.
عد إلى الماضي
إلى ذلك اليوم الذي بدأت فيه الفكرة في الظهور بوضوح تام، وبدأ العمل عليها. وقارن بين ما كانت عليه التوقعات، والنتائج الفعلية للفكرة حينما تم تطبيقها في الحملة.
فعلى الرغم من أننا نقوم بالتحسين باستمرار للمستقبل، إلا أن هذا لن يتم إلا بالنظر مليًا إلى الماضي، ومقارنته بما وصلنا إليه بالفعل.
ربما تساعدك تلك الأسئلة في رحلتك إلى الماضي:
- إلى أي مدى وافقت النتائج الخطة؟ (ضع نسبة مئوية)
- هل كانت الحملة جيدة كما كنا ننظر إليها في البداية؟
- ما هو الشيء الذي سار على نحو جيد، وما هي الشيء الذي لم يوافق التوقعات؟
- ما هو أسهل شيء تم في هذه الحملة، وما هو أصعب شيء فيها؟
- ما الشيء الجديد الذي تعلمناه بشأن الجمهور المستهدف؟
- هل يمكن استخدام البيانات الحالية للحملة القادمة، أم نبدأ من جديد؟
كلما كَثُرَت الأسئلة، في مرحلة التحليل والقياس، كلما كان أفضل للحملة الحالية نفسها، وللحملة المستقبلية.
3 أخطاء تجنب أن تقع فيها في حملة التسويق الرقمي الخاصة بك
إجابة الأسئلة السابقة سيساعدك بشدة في عدم الوقوع في الأخطاء، أو فلنقل تقليل معدل الخطأ للحد الأدنى. ولكن رغم ذلك وجب التنبيه على أخطاء لا تُغتفر في عالم التسويق الرقمي، لأن عواقبها في الغالب تؤثر سلبًا على علامتك التجارية.
1. التركيز على الحملة أكثر من العلامة التجارية
قد تكون الحملة جيدة بالفعل، ولكن لا تجعل الجمهور يسأل هذا السؤال: من الذي صنع هذا الإعلان الرائع؟
تضمين العلامة التجارية وإظهارها حتى ولو بشكل بسيط، يساعد الناس في الانتماء أكثر إلى العلامة التجارية.
حتى ولو فشلت الحملة، فستحصل العلامة التجارية كذلك على بعض الظهور والحديث حتى ولو كان سلبيًا. (تذكر إعلان شركة المنتجات القطنية الذي ذكرناه بأعلى)
من الممكن إظهار العلامة التجارية بشكل واضح في سيناريو الحملة، ومن الممكن تضمينها بشكل بسيط، مثل أن يوضع الشعار الخاص بالشركة في بداية ونهاية الإعلان، أو بشكل واضح في ملصقات ومنشورات الحملة.
2. تجاهل المنافسين
قد تظن أنك تبحث عن التميز بتجاهلك المنافسين، وهذا حقيقي كمبدأ، ولكنه ليس الخيار الصائب كإجراء.
أنت مطالب بمتابعة المنافسين ومعرفة ما هي أوجه القوة لديهم لتتفوق عليهم، وما هي أوجه الضعف حتى تعالجها أنت للجمهور المستهدف.
ليس معنى متابعة المنافسين تكرار ما فعلوه أن نسخ حملاتهم التسويقية ومنتجاتهم كما هي.
بل إن التاريخ التسويقي يثبت أنه لم توجد بعد حملة مكررة لاقت نفس النتائج حينما تم تكرارها، فضلا عن نجاحها. الغرض من متابعة المنافسين هو التعلم من نقاط القوة، وتجنب نقاط الضعف.
3. فشل التواصل العاطفي مع العملاء
على الرغم من أنك تقوم بتقديم قيمة ممثلة في منتج أو خدمة بغرض البيع والتكسب، إلا أن الجواد الرابح في هذه الرحلة هو من يمكنه فهم الجوانب النفسية والميول العاطفية للجمهور المستهدف.
قيل قديمًا في عالم البيع أن العميل لا يشتري إلا من البائع الذي يرتاح إليه، حتى ولو كان هناك فروق سعرية واضحة عن المنافسين.
وهذا السلوك نجد أننا نمارسه بشكل طبيعي حينما نصر على شراء بقالتنا من مكان معين دون سواه. كذلك فهم الدوافع العاطفية لعملائك في التعامل معك كعلامة تجارية، يضع نقطة في صالحك عن المنافسين.
الخلاصة:
إنشاء حملة تسويق رقمي ناجحة ليس ضربًا من الخيال العلمي أو أحد العلوم المعقدة، بل خطوات منظمة يمكن لأي مدير شركة أو مدير تسويق تنظيمها ومتابعتها
بداية من الفكرة حتى جني الثمار، مرورًا بالإعداد والتنفيذ. وقياس نتائج الحملة يعتبر هو المعيار الذي يبني خبراتك كمدير تسويق/كمدير شركة ناجح، لأنه يعتبر المؤشر المساند لنجاح حملاتك المستقبلية.