الحديث عن العصف الذهني حديث شيق دائمًا. يتعرض مخ الإنسان يوميًّا إلى ما بين 40,000 إلى 60,000 فكرة. عدد الأفكار يبدو مهولًا، ولكن ما هو مؤكد أن المهول هو ضياع معظم هذه الأفكار بدون استفادة حقيقية منها
فتأتي جلسات العصف الذهني أشبه بحملة إنقاذ لبعض من هذه الأفكار من الضياع اليومي، والاستفادة منها بشكل ما
قد تأتيك فكرة ما في جلسة عصف ذهني تغير حياتك للأفضل. أما في عالم الأعمال، فقد تأتي فكرة واحدة تغير حياة الملايين للأفضل
معظم مشاريع الويب الضخمة التي تتعامل معها يوميًا الآن –مثل تويتر، فيسبوك، لنكدإن، وغيرها–، كانت نتيجة جلسة دامت لساعات، ثم أسفرت عن مشروع عملاق غيّر شكل كوكب الأرض تمامًا
سيكون هذا المقال بمثابة الدليل المختصر لك للتعرف على مفهوم العصف الذهني، وكيفية إنجاز جلسات احترافية حوله تغير حياة شركتك –أو حتى حياتك الشخصية–، أنت أيضًا، للأفضل
تعريف العصف الذهني Brainstorming؟
ما هو العصف الذهني ؟ كما يبدو من المصطلح، فهو حالة ذهنية تمر بنشاط عاصف لغرض ما. عادة ما تكون العواصف شديدة التحرك والتغير. ولذلك يشير المصطلح إلى إطلاق كل طاقات العقل في التفكير لإخراج أكبر عدد ممكن من الأفكار
يُعَرّف العصف الذهني على ويكيبيديا بأنه:
“أحد أساليب الإبداع الجماعي، حيث تحاول المجموعة إيجاد حل لمشكلة ما، عن طريق تجميع قائمة من الأفكار والحلول التي يساهم بها أفراد المجموعة بشكل عفوي”.
أما التعريف الشائع لعملية له فهو:
“عملية إنتاج كمية ضخمة من الأفكار الإبداعية من خلال مجموعة من الأفراد، وتكون عملية منظمة ذات قواعد واضحة، يساعد الالتزام بها على نجاح الجلسة”
تاريخ العصف الذهني وبدايته
كانت المرة الأولى لظهور العصف الذهني على يد متخصص إعلانات أمريكي
يُدعى أليكس أوزبورن (Alex Osborn) كان يعاني من نضوب أفكار فريق عمله. فقام بابتكار هذا الأسلوب من التفكير بغرض تشجيع فريق عمله على التفكير إبداعيًّا وبدون قيود، لإنقاذ شركته من الفشل.
نجح الأسلوب. قام أوزبورن بتكراره أكثر من مرة على أكثر من فرقة عمل، فجاءت النتائج مبهجة
مما شجعه على إصدار كتاب متخصص عن هذه العملية
سمَّاه “التخيل التطبيقي أو Applied Imagination، وصدر الكتاب عام 1953. حصلت هاته الطريقة التي ابتكرها أوزبورن على شهرة واسعة، ليس في عالم الإعلانات فقط، وإنما عالم الأعمال بشكل عام
بعد انتشار الأسلوب، ونجاح الكتاب كذلك، انتبه الباحثون إلى الطريقة التي يتحدث عنها أوزبورن في كتابه لتوليد الأفكار، وبدأوا في إجراء بعض الدراسات البسيطة
التي لم تؤكد شمولية أسلوب العصف الذهني الجماعي في توليد الأفكار الإبداعية، مقارنة بالفردي، ولكنها تظل وسيلة فعَّالة تعتمد عليها الكثير من الشركات وفرق العمل في حل المشكلات وإيجاد الأفكار الإبداعية
أهداف العصف الذهني
توليد الأفكار:
الهدف الرئيسي لجلسات العصف الذهني هو توليد الأفكار. توليد كم ضخم من الأفكار بدون التركيز على جودة أي منها، وإنما على كثرتها فحسب. فمن ضمن خطوات هاته الجلسات –الخطوة الأخيرة في الواقع–، تنقيح الأفكار المطروحة لاحقًا
إيجاد الحلول:
تبدأ جلسة العصف الذهني بعرض مشكلة ما. أيًّا كانت هذه المشكلة، يجلس الأفراد القائمين على الجلسة يفكرون في الحلول بشكل مكثف. سواء أكانت تلك الحلول تقليدية أو مقبولة للتنفيذ أم لا
التدريب على الإبداع:
حتى ولو لم يكن هناك مشكلة حقيقية تحتاج إلى الحل، مجرد التدريب على جلسات العصف الذهني يدرب العقل على التفكير خارج الصندوق، والإتيان بحلول إبداعية غير تقليدية لعلاج مشاكل مزمنة
توجُّه العقل ناحية الإبداع في حد ذاته –كتوجه فكري–، يجعل الحياة أكثر ثراءً
أنواع العصف الذهني
يوجد نوعين رئيسيين من العصف الذهني:
النوع الأول: عصف ذهني جماعي
وهو الأصل في جلسات العصف الذهني، وهو الذي قامت عليه الفكرة في الأساس من قبل أليكس أوزبورن
قال أوزبورن إنه من المفضل أن يكون عدد الحضور في الجلسة من 7 – 12 شخصًا، ولكن مرونة مثل هذا النوع من الجلسات تتيح لك عمل جلسة عصف ذهني جماعي حتى لو كان عدد الحضور اثنان فقط
الميزة الرئيسية في أي جلسة عصف ذهني جماعي هو الكم الغزير والتنوع الرهيب في الأفكار، الذي يسمح بإيجاد حل سهل للمشكلة / للتحدي في وقت قياسي
النوع الثاني: العصف الذهني الفردي
وفيه يقوم الشخص بالتفكير بشكل منفرد في حل المشكلة التي تواجهه من خلال طرح الأفكار المختلفة في جلسة منفردة
كما سبق التوضيح، يتسم الأمر بالمرونة، ومن ثم قد يُلجأ إلى جلسة العصف الذهني الفردي في حالة عدم توافر عدد كافٍ من المشاركين في جلسة العصف الذهني الجماعي
كذلك تعتبر جلسة العصف الذهني الفردي وسيلة جيدة لاحتفاظ الشخص بخصوصيته وخاصة إذا كانت المشكلة حساسة، أو يشعر بالحرج من البوح بها للآخرين
مبادئ جلسات العصف الذهني
حتى يمكن الخروج بجلسة عصف ذهني ناجحة، وضع أوزبورن قواعد أساسية تسمح لجميع المشاركين بإخراج أفضل ما لديهم من أفكار، بدون أي ضغوط خارجية، وذلك من خلال القواعد الأربع التالية:
1. التركيز على الكم لا الكيف:
غرض جلسة العصف الذهني هو توليد الأفكار، الكثير من الأفكار في الواقع. وتوليد عدد كبير من الأفكار يسمح بالعثور على حل إبداعي سريعًا
فبالتركيز على طرح حلول لمشكلة واحدة في وقت قصير، ومن زوايا مختلفة –بهذا الكم من الأفكار –يساعد بشكل كبير على الخروج بحل أكيد نهائي لها
2. حجب النقد:
يشبه النقد في جلسة العصف الذهني إشارة المرور الحمراء في الطرق السريعة
تعرض أحد الجالسين للنقد سيجعله يحجم –بشكل لا إرادي– ،عن طرح المزيد من الأفكار، كحيلة دفاعية ذاتية عن النفس ضد نقد الآخرين له، ولطريقة تفكيره. وهذا بالطبع ضد الهدف الرئيسي من الجلسة
وهو إطلاق الأفكار والعثور على الكثير من الحلول الإبداعية غير المألوفة. يعتبر النقد في هذه الحالة أشبه بالفرملة العارضة المفاجئة التي تثبط من عزيمة صاحب الفكرة
بالطبع، سيتم نقد الفكرة ومناقشتها لاحقًا، ولكن ليس في هذه الخطوة. وربما تكون مناقشتها –بعد الانتهاء من طرح الأفكار كافة–، أفضل بكثير من مناقشتها بشكل عارض
وبالمناسبة، التأثير السلبي لن يتوقف على صاحب الفكرة وحده، وإنما سيمتد لبقية المشاركين، ولذلك وجب التنبيه على ضرورة أن يكون لجلسة العصف الذهني مديرٌ يتحكم في أي تصرف يؤثر على نجاح الجلسة
3. الترحيب بالإبداع:
كان السبب الرئيسي لابتكار طريقة العصف الذهني هو تعطل الإبداع لدى الموظفين في شركة أوزبورن الإعلانية. لذلك من المفضل أن تجعل شعار جلسة العصف الذهني: لا حدود للتفكير .. الإبداع مطلق
شجع المشاركين في الجلسة على طرح الغريب من الأفكار بدون أي قيود. حتى لو كانت الفكرة غير منطقية أو خيالية أو كوميدية. فمثل هذه النوعية من الأفكار يمكن تنقيحها في جلسة المناقشة فيما بعد، وتغطيتها بثوب المنطق
4. التحليل – الدمج – التطوير:
استكمالًا لمسلسل الإبداع القائم عليه في مثل هذه النوعية من الجلسات: لا تتعامل مع الفكرة وكأنها لا يمكن أن تعمل إلا وحدها
بل طبيعة مرونة الأفكار تسمح بأن يتم تحليلها، وربطها بفكرة أخرى، والدمج فيما بينهما أو بأفكار أخرى، وتطوير الفكرة الجديدة –المندمجة في الأساس–، إلى شكل جديد تمامًا وفكرة مبتكرة لم تكن متواجدة في الشكل الخام للأفكار المطروحة سابقًا
إستراتيجيات و تقنيات العصف الذهني
هل هناك أكثر من طريقة لإجراء جلسة العصف الذهني؟ بالطبع، يوجد
تذكر أن الغرض الرئيسي من هذه الجلسة هو توليد الأفكار. الكثير من الأفكار في الواقع، لذلك ينبغي عرض كل التقنيات والطرق التي تساهم في الوصول إلى هذا الهدف: الحصول على الكثير من الأفكار
ومن المفضل أن تتسم تلك الأفكار بالإبداع حتى يمكن الخروج عن القوالب النمطية لحل المشكلة، وإيجاد حل جديد غير مسبوق قد ينقل الشركة نقلة كبيرة، أو يختصر عليها خطوات كثيرة
من إستراتيجيات العصف الذهني:
1. طريقة (مع – ضد)
يتم طرح المشكلة الرئيسية التي هي صلب الجلسة، ويتم عمل قائمتين:
- القائمة الأولى (مع): لطرح وتسجيل الأفكار التي تدعم موضوع الجلسة. أي التي تتعامل معه بشكل إيجابي وترى أنه مهم ويجب أن يظل باقيًا
- القائمة الثانية (ضد): وهي عكس القائمة الأولى، فتعرض الأفكار التي تدحض موضوع الجلسة، وترى أنه يجب الاستغناء عنه أو إيقافه في أقرب وقت
ميزة هذه الطريقة هي الاستفادة من الرأي والرأي المضاد على نفس الموضوع. فيسعى أصحاب كل رأي للدفاع عن رأيهم باستماتة، وهذا سيولد حتمًا عشرات الأفكار المفيدة، التي يمكن استغلالها
2. طريقة 5W1H
وهي الطريقة المشهورة في عالم التسويق، والمعروفة بطرح الأسئلة الرئيسية: من Who، ما What، أين Where، متى When، لماذا Why، وكيف How
طرح مثل هذه الأسئلة سيجلب كمًّا غير طبيعيًّا من الأفكار التي هي –ببساطة–، إجابة عن هذه الأسئلة الشمولية
3. طريقة التجزيء
وهي تعتمد على عدم أكل الفيل كله في قضمة واحدة. فإذا كان الفيل ضخمًا على الأكل، يمكن تقطيعه إلى قطع صغيرة، يسهل طهيها وأكلها
هذا الأسلوب يتبنى فكرة التبسيط من خلال تجزئة المشكلة الكبيرة إلى أجزاء صغيرة، والتعامل مع كل جزء على حدة، حتى إيجاد الحلول المناسبة للكل بعد معالجة الجزء
4. طريقة الخريطة الذهنية للأفكار
في هذه الطريقة، تُوضع ورقة رسم ضخمة على طاولة الاجتماعات، وكتابة المشكلة –موضوع جلسة العصف الذهني–، في منتصف الورقة
وإعطاء كل فرد مشارك أقلامًا ملونة، والسماح له بمد فرع من المشكلة الرئيسية وكتابة الأفكار التي يرى أنها حلٌّ مناسبٌ لهذه المشكل
في هذه الوسيلة، يُفضل الخروج عن المألوف. فلو كان أحد المشاركين يمتلك حاسة فنية، يمكنه طرح أفكاره من خلال الرسوم البسيطة أو الكاريكاتيرية أو دمج الألوان، وغيرها من الوسائل التي تجعل الجلسة جذابة ممتعة
ميزة هذه الطريقة أنها تطرح المشاكل كلها بشكل رسومي واضح أمام جميع المشاركين، وتضفي على الجلسة جوًّا من المتعة واللمسة الفنية والتحرر من قيود الوظيفة الرسمية
5. طريقة المكعب
هل هي (6) أم (9)؟ السؤال الذي إجابته دائمًا صحيحة
طريقة المكعب تضع المشكلة، –موضوع جلسة العصف الذهني–، في شكل مكعب يمكن تقليبه على جميع جوانبه
يمثل كل جانب من الجوانب الستة للمكعب وجهة نظر للمشكلة. فيتم مناقشة كل وجهة نظر من الوجهات الست، وطرح الأفكار المساندة لكل منها
يشبه الأمر منظور الطائر العلوي (Bird’s-Eye View)، في علاج المشاكل. وهو الابتعاد قليلًا عن وجهة نظرك المسبقة عن المشكلة، ومحاولة النظر إليها من منظور مختلف تمامًا
هذه الطريقة تطرح حلولًا غير مسبوقة من نفس الأشخاص المؤيدين للفكرة أو المعترضين عليها على حد سواء
خطوات تطبيق جلسات عصف ذهني ناجحة
في سبع خطوات فقط، يمكن إجراء جلسة عصف ذهني ناجحة، والخروج بكم معتبر من الأفكار يساهم في حل المشكلة بشكل إبداعي
الخطوة الأولى: تحديدُ المشكلة
وهو الموضوع أو الغرض من جلسة العصف الذهني. يُطلق البعض عليها لفظة “مشكلة” وهو لفظ غير صحيح في كل المرات
فقد يكون موضوع جلسة العصف الذهني تطوير مشروع قائم، أو المجيء بمشروع جديد، أو طرح حلول بديلة لتوفير بعض النفقات على سبيل المثال، وهكذا
ولكن، كي تصبح الجلسة مثمرةً أكثر، ينبغي أن تكون المشكلة واحدة أحادية، تُعنى بجانب واحد فقط يمكن قياسه على حدة
كما أن من إستراتيجيات العصف الذهني تجزئة المشكلة الضخمة إلى مشاكل صغيرة، أي أن الأصل هو تبسيط المشكلة بقدر الإمكان حتى يمكن التركيز على طرح حلول مناسبة لها
ثانيًا: النطاق الزمني
مراعاة الوقت في كل مراحل وخطوات جلسة العصف الذهني. في البداية بالطبع سيتم تحديد موعد الجلسة ومكانها. وكذلك موعد بدء الجلسة ككل وموعد الانتهاء منها
ولكن الأهم هو إدارة الوقت داخل الجلسة بفعالية، فلديك في الجلسة 3 مراحل زمنية مرتبة من الوقت، كالتالي:
- تحديد موعد لبدء وانتهاء طرح الأفكار.
- ثم تحديد موعد بدء وانتهاء مناقشة ونقد تلك الأفكار.
- ثم أخيرًا تحديد الوقت اللازم للخروج بالفكرة المناسبة، والتأكيد على ضرورة إنهاء الجلسة في موعدها، حتى لا تفقد فعاليتها.
البعض يُفضل أن يجعل المرحلة الثالثة مرنة، لأنها الغرض الأساسي من الجلسة
ولكن طبيعة المخ البشري لا تتحمل هذا الضغط من التفكير فترة طويلة من الزمن. فإن كان ولا بد من ذلك يُفضل أن يتخلل مراحل الجلسة الثلاث أوقات كافية للراحة من التفكير
الخطوة الثالثة: توفير المكان المناسب
التوجه التقليدي للمكان هو حجرة اجتماعات الشركة. ولكن، رغبةً في المساعدة على توليد المزيد من الأفكار بحرية، وبعيدًا عن القوالب الرسمية أو حتى التقليدية للشركة، يُفضّلُ أن يكون مكان جلسة العصف الذهني مختلفًا بالكلية
يُفضّلُ أن يكون مكانًا يسمح بمساحة من الاسترخاء الجسدي والنشاط العقلي. قد يكون غرفة اجتماعات خارجية في فندق، أو رحلة بحرية على يخت، أو الحديقة العامة أو أي مكان آخر
. العامل المشترك فقط هو توفير جو من الهدوء والاسترخاء الجسدي والذهني للخروج بأفضل نتيجة من هذه الجلسة
الخطوة الرابعة: تعيين مدير الجلسة
لا يُفترض أن يتسم جميع الحضور بالوعي والاتزان والالتزام. وهذا أمر طبيعي في أي شركة. لذلك قد تحدث تجاوزات ضد مبادئ وإستراتيجيات جلسة العصف الذهني
مثل نقد فكرة ما، أو السخرية منها مباشرة، وهذا بالطبع يؤثر سلبًا على أجواء الجلسة. كذلك قد يطول الوقت، أو تتحرر الجلسة من الهدف الرئيسي لإنشائها، ولذلك لزم أن يكون هناك مديرٌ للجلسة
يُفضّلُ أن يكون مدير الجلسة قوي الشخصية، صاحب كلمة مسموعة لدى جميع أعضاء الفريق، وعلى وعي كافٍ يسمح له بملاحظة التغيرات التي قد تطرأ على مسار العملية –وخاصة نضوب الأفكار–
وجيد جدًّا في الاتصال والتواصل مع الجميع، حتى يمكنه التعامل معهم بشكل إيجابي يسمح باستمرار ونجاح الجلسة
الخطوة الخامسة: تسجيل الأفكار
أحيانًا، تكون الكتابة معيقة لتدفق الأفكار. لذلك يفضل البعض تسجيل الجلسة صوتيًّا أو مرئيًّا، ثم مراجعة الأفكار الواردة فيها. ولكن قد يمثل هذا عائقًا أمام عرض الأفكار بشكل فوري وطرحها للمناقشة
لذلك، فأفضل طريقة هي تسجيل الأفكار بشكل فوري يدويًّا. إذا كان التسجيل الورقي يعيق عملية تدفق الأفكار، من الممكن اقتراح وجود كاتب للجلسة
يقوم بتسجيل كل فكرة يتم طرحها، بحيث تكون تلك الأفكار مجمعة في مكان واحد بعد نهاية فترة طرح الأفكار
الخطوة السادسة: نقد ومراجعة الأفكار
يتم مراجعة الأفكار بشكل سريع بناء على الموضوع الرئيسي لجلسة العصف الذهني
فيتم استبعاد الأفكار المرفوضة بالكلية، واستبقاء الأفكار المقبولة أو التي تناسب وضعية المشكلة، مع مرونة التفكير ووضع الأفكار الإبداعية خارج الصندوق في نطاق الأفكار المستبقاة
الخطوة السابعة: الفكرة النهائية
يتم تحديد الأفكار التي سيتم العمل عليها أولًا، –من الخطوة السابقة–، ولا بأس من دمج فكرتين أو ثلاثة أو أكثر في قالب واحد، سواء أكانت الأفكار متشابهة أم متباعدة
النتيجة النهائية ستكون هي الوصول إلى فكرة محددة، تمثل الحل المقبولة –غير التقليدي– للمشكلة المطروحة والتي بناءً عليها سيتم اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعامل مع هذه المشكلة
العصف الذهني في عالم ريادة الأعمال
كان تأسيس وإطلاق موقع تويتر الشبكة الاجتماعية الشهيرة، نتيجة لجلسة عصف ذهني إلكتروني جرت بين جاك دورسي وثلاثة من أصدقائه
وليس هذا النموذج الوحيد الذي ظهر عليه مشروع ضخم كنتيجة لإحدى جلسات العصف الذهني
وعلى الرغم من ضخامة هذا التطبيق، إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون العصف الذهني سببًا في إنشاء المشاريع في عالم الأعمال
ولكنه يصلح بشكل أساسي في حل المشكلات العارضة، وكذلك تطوير الوضع القائمة بطرق غير تقليدية
ما يُنصح به في تطبيقات العصف الذهني في عالم الأعمال هو منح الفرصة لجميع الموظفين للمشاركة في جلسات التفكير الخاصة بالشركة
قد يكون الحل في يد أصغر موظف في الشركة والإدارة لا تدري. لذلك ينبغي العمل بمرونة كافية، وكسر الحدود في تطبيق تقنيات العصف الذهني في عالم الأعمال، للوصول بالشركة إلى نتائج استثنائية
الخلاصة:
يعتبر العصف الذهني الوسيلة المثالية لتوليد كم ضخم من الأفكار في عالم الأعمال، تعود بالنفع على المنشأة.
وعلى الرغم من الثبات النسبي لتعريفاته، إلا أن إستراتيجياته تختلف حسب تفضيلات كل فريق عمل
تتكون جلسة العصف الذهني من 7 خطوات رئيسية مرتبة، يساعد الالتزام بها على نجاح الجلسة، والخروج بحل إبداعي للمشكلة أو الموضوع المطروح
نشأت العديد من الشركات الضخمة في عالم الأعمال كنتيجة لجلسة عصف ذهني بين أفراد فريق العمل أو المؤسسين. وظهرت العديد من الحلول والتقنيات بنفس الطريقة
لذلك إذا أردت وسيلة ثورية لتغيير مسار شركتك، وتطوير أدائها إلى الأحسن، أنصحك بتجربة جلسات العصف الذهني لمجابهة التحديات التي تواجهك